فواز أحمد النقاش باحث دكتوراه في العلوم السياسية في قلب الخطاب السياسي والثقافي في العالم العربي والإسلامي، تتربع فكرة وجود “عدو خفي” يعمل بلا كلل على تقويض أسس الأمة من الداخل، وهذه الفكرة، التي تتخذ أشكالًا متعددة، تجد تجسيدها الأبرز في نظرية “اليهود الأخفياء” أو “اليد الخفية اليهودية”. إنها سردية معقدة، تمتد جذورها في عمق التاريخ، وتتشعب لتلامس كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، مقدمةً تفسيرًا شاملًا، وإن كان تبسيطيًا، لأزمات الأمة وتحدياتها، على الرغم من جاذبيتها التفسيرية، تحمل في طياتها خطورة بالغة، ليس فقط لأنها قد لا تستند إلى حقائق دامغة، بل لأنها تشل القدرة على النقد الذاتي…
الكاتب: فواز أحمد النقاش
فواز أحمد النقاش* في قلب الصراع العربي الصهيوني، الذي امتد أكثر من قرن، لم تقتصر المواجهة على الجبهات العسكرية والسياسية التقليدية، بل نشأت جبهة داخلية، أكثر تعقيدًا وخطورة، تتمثل في تيار يُصطلح على تسميته بـ “الصهاينة العرب”، وهذا المصطلح لا يشير إلى تنظيم رسمي، بل يصف مجموعة من السياسيين والمثقفين والإعلاميين العرب الذين، تماهت مواقفهم وخطاباتهم مع الرواية الصهيونية، وعملوا -بوعي أو بغير وعي- على خدمة أهدافها على حساب الحقوق الفلسطينية والإجماع العربي. إنهم يمثلون طابورًا خامسًا فكريًا وسياسيًا، مهمته الأساسية تفكيك الرفض العربي للاحتلال من الداخل، وتبرير سياسات التطبيع التي تخدم العدو الإسرائيلي بالدرجة الأولى، مع العلم أن …
فواز احمد النقاش* يمثل التوتر المستمر بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية فنزويلا البوليفارية أحد أبرز ملفات الصراع الجيوسياسي في نصف الكرة الغربي، ولا يمكن اختزال هذا الصراع في كونه مجرد خلاف بين دولتين، بل هو تجسيد لـ “عقيدة مونرو” الأمريكية في مواجهة “الثورة البوليفارية” الفنزويلية، مدعومًا بتشابك المصالح الاقتصادية والجيوسياسية للقوى الكبرى. تهدف هذه الورقة إلى تحليل الأبعاد الجيوسياسية، والاقتصادية، والشرعية الدولية للتهديدات الأمريكية على فنزويلا، وتقديم سيناريوهات مستقبلية مبنية على تحليل القوى الدافعة للصراع. أولاً: الجذور الأيديولوجية والجيوسياسية للصراع يعود الصراع إلى تولي هوغو تشافيز السلطة عام 1999، وتبنيه لـ “الاشتراكية للقرن الحادي والعشرين” و”الثورة البوليفارية”، التي مثلت تحديًا…
فواز أحمد النقاش كاتب وباحث سياسي يشهد الإقليم الآسيوي الجنوبي تصاعدًا جديدًا في حدة التوتر بين باكستان وأفغانستان، على خلفية تبادل الاتهامات بشأن دعم الجماعات المسلحة وشن عمليات عبر الحدود. هذا التصعيد لا يمكن النظر إليه في إطاره الثنائي فقط، بل هو انعكاس لتشابك مصالح قوى إقليمية ودولية كبرى، تحاول كلٌّ منها إعادة التموضع في جنوب آسيا عقب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان عام 2021، وتغيير موازين القوة بين الولايات المتحدة، الصين، وروسيا. أولا: الخلفية العامة للأزمة يُعد الخلاف الحدودي الممتد على طول “خط دوران” (Durand Line) أحد أبرز أسباب التوتر المستمر بين البلدين منذ أكثر من قرن، فبينما تُعدُّ…


