الكاتب: عبدالحافظ معجب

عبدالحافظ معجب كاتب وباحث سياسي في مسار الحروب والصراعات المسلحة، يخوض الباحثون في علم الاستراتيجيا العسكرية والأمن القومي في جدلية عميقة، تتعلق بشرعية وسرية الاستعانة بالخبراء والقوى الخارجية، هذا الجدل ليس جديدًا، فالتاريخ العسكري للدول حافل بنماذج من التعاون السري أو العلني، الذي غالبًا ما يجري تسويقه وفقًا لمعطيات المصلحة السياسية وموازين القوى الإعلامية، غير أن التطبيق العملي لهذه الممارسة يظهر ازدواجية معيارية واضحة، لاسيما عند مقارنة فعل الدول الكبرى وحلفائها الإقليميين بفعل حركات المقاومة والدول التي تناضل دفاعًا عن وجودها. تقدم معركة اليمن – منذ تدخل ما يسمى بالتحالف العربي في مارس 2015- نموذجًا حيًا لهذه الازدواجية؛ إذ…

قراءة المزيد

عبدالحافظ معجب* بعد أن تشخصت الأسباب في الجزء الأول، وحللنا المخاطر في الجزء الثاني، نحن الآن على أعتاب الحلول العملية في هذا الجزء الختامي. بعد سنوات من الخطاب الغاضب والجدل حول الأخطاء والإخفاقات، أصبح من الضروري تحويل النقد من مجرد اعتراضات إلى خطوات عملية ملموسة تعزز الثقة بين المجتمع والدولة، فالنقد ليس خصومة بل وسيلة للتعبير عن الرأي والمشاركة في تطوير المجتمع. عندما يشعر المواطن بأن صوته مسموع وأن رأيه محل اعتبار يتحول النقد من مشكلة بحد ذاته إلى عنصر فاعل في الحل. يتطلب هذا التحول وعياً جماعياً جديداً يعيد تعريف النقد كمسؤولية مشتركة وليس وسيلة للتهجم أو تسجيل المواقف…

قراءة المزيد

عبدالحافظ معجب* استعرضنا في المقال السابق كيف أن جلد الذات تحول من نقد صحي إلى ظاهرة مرضية، وسنكمل اليوم رحلتنا لتحليل المخاطر النفسية والوطنية لهذه الثقافة. عندما تتحول السلبية إلى مزاج عام وتصبح السخرية اللغة الوحيدة للتعبير عن الرأي، يفقد النقد معناه كأداة للإصلاح ويتحول إلى تهديد للوعي الوطني، فالمجتمع الذي يعيش وسط دوامة جلد الذات يفقد تدريجياً إحساسه بالثقة والانتماء ويضعف رأس المال الرمزي للأمة، المتمثل في الاعتزاز بالهوية والإيمان بالذات وعندما يغيب هذا الإيمان يختفي الدافع الأساسي للإصلاح لأن الناس لا يبذلون الجهد في بناء مجتمع لا يرونه صالحاً أو يستحق العمل. من أخطر نتائج النقد المفرط ترسيخ…

قراءة المزيد

عبدالحافظ معجب* تشهد الساحة العربية في الآونة الأخيرة موجة متصاعدة من النقد الذاتي اللاذع، الذي كثيراً ما يتجاوز حدوده الموضوعية ليصبح “جلداً للذات” يطغى على الخطاب العام، خصوصاً على منصات التواصل الاجتماعي. قلما تمر قضية محلية أو يتخذ قرار رسمي إلا ويقابل بسيل من السخرية والانتقاد، في حين تتجه الأنظار بإعجاب مبالغ فيه نحو كل ما هو غربي أو وافد من خارج الحدود. هذه الظاهرة النفسية والثقافية، التي تجاوزت حدود النقد البناء إلى نمط متأصل في الوعي الجمعي تستدعي تأملاً عميقاً لفهم أسبابها وتأثيراتها على الهوية الوطنية والمجتمع ككل. من منظور نفسي، لدى الإنسان نزعة طبيعية للتركيز على السلبيات أكثر…

قراءة المزيد