وجهات نظر متباينة تماماً بين ترامب وزيلينسكي قبل لقائهما

أربيل (كوردستان 24)- قبيل اجتماع حاسم بينهما، كشف دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي الاثنين عن وجهات نظر متباينة تماما بشأن الحل المحتمل للنزاع في أوكرانيا حيث واصلت روسيا قصفها المدمر.

هل سيشهد المكتب البيضوي إذلالا علنيا للرئيس الأوكراني تماما كما حدث خلال زيارته الأخيرة في 28 شباط/فبراير؟ أم سيتمكن الرجلان من إيجاد أرضية مشتركة تحت ضغط القادة الأوروبيين الذين يزورون واشنطن أيضا؟.

والتقى زيلينسكي بعدد من القادة الاوروبيين صباحا وسيتوجه إلى البيت الأبيض حيث يتوقع أن يصل في الساعة 13,00 (17,00 بتوقيت غرينتش).

وحذر زيلينسكي مجددا من “مكافأة” روسيا على غزوها بلاده في شباط/فبراير 2022.

لكنه دعا أيضا الرئيس الأميركي إلى استخدام سلطته وكتب على منصة إكس “وحدها القوة قادرة على إرغام روسيا على تحقيق السلام، والرئيس ترامب يملك هذه القوة”.

ورأى الرئيس الأوكراني أن “الأهم” هو البحث في الضمانات الأمنية المستقبلية لأوكرانيا.

“أعرف تماما ما أفعله”

وكان الرئيس الأميركي الذي لم يذكر قط بأن روسيا مسؤولة عن النزاع، كتب على شبكته “تروث سوشال”، أن زيلينسكي قادر على “إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريبا، في حال أراد ذلك، أو يمكنه مواصلة القتال”.

بعدما شعر بالاستياء للانتقادات التي طالته من خصومه حول اجتماعه الجمعة مع فلاديمير بوتين والذي لم يحصل خلاله على وقف لإطلاق النار ولا تنازلات علنية، ردّ دونالد ترامب بغضب. وكتب الاثنين على موقع “تروث سوشال”، “أعرف تماما ما أفعله”.

ولم يوضح ترامب ما يتوقعه من موسكو لكنه في المقابل شدد على أن كييف لن تستعيد شبه جزيرة القرم ولن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وفي بادرة تضامنية غير مسبوقة، سينضم إلى فولوديمير زيلينسكي في العاصمة الأميركية كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

وكان روته وفون دير لايين وستارمر أول القادة الأوروبيين الذين وصلوا إلى البيت الأبيض حيث استقبلتهم رئيسة البروتوكول مونيكا كرولي.

وكان ستارمر دعا إلى تهيئة الظروف لإرساء سلام “دائم وعادل” بينما رحبت ميلوني بـ”فتح نافذة صغيرة للحوار”.

ومن المتوقع أن ينضم القادة الأوروبيون إلى الرئيس الأوكراني ودونالد ترامب في اجتماع موسع بعد لقائهما الثنائي.

بدلة

بدأت بعض وسائل الإعلام في التكهن بشأن ملابس فولوديمير زيلينسكي الذي تعرض لانتقادات شديدة من أوساط ترامب في المرة الأخيرة لارتداء زيه العسكري المعتاد بدلا من البدلة.

لم ينجح دونالد ترامب في التوصل إلى وقف لإطلاق نار كما كان يأمل خلال اجتماعه في ألاسكا مع الرئيس الروسي، وكانت المعارك مستمرة الاثنين مع قصف بطائرات مسيرة وصواريخ.

وأسفرت غارة روسية بمسيرة عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة آخرين في خاركيف في شرق أوكرانيا، وفقا للسلطات المحلية.

قُتل شخصان في غارات أوكرانية على منطقتي خيرسون ودونيتسك اللتين تخضع أجزاء كبيرة منهما لسيطرة القوات الروسية، وفقا لسلطات الاحتلال.

كذلك، دوت صافرات الانذار في كييف قبيل الاجتمامع في واشنطن من هجوم جوي روسي محتمل.

وسيناقش الاجتماع في واشنطن تنازلات محتملة من جانب كييف وضمانات أمنية لإنهاء أعنف نزاع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

“كيف يمكنك التخلي عن موطنك؟”

بالإضافة إلى قضية القرم قال مسؤول مطلع على المحادثات الهاتفية التي جرت السبت بين الرئيس الأميركي وقادة أوروبيين لوكالة فرانس برس إن دونالد ترامب يؤيد اقتراحا روسيا يقضي بأن تتنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك (شرق)، وتجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا (جنوب).

تقول ليودميلا بونداريفا المتحدرة من باخموت “هل عليّ أن أنسى كل الفترة من حياتي التي عشتها هناك؟ كيف يمكنك التخلي عن موطنك؟” وهي تعارض التنازل عن منطقتها دونيتسك التي سويت بالأرض واحتلتها قوات موسكو.

عند عودته من ألاسكا، ناقش دونالد ترامب إمكانية وضع بند للأمن الجماعي مُستوحى من المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (ناتو) لكن خارج إطار الحلف الذي تعتبره موسكو تهديدا وجوديا.

وألمح ترامب إلى إمكانية عقد قمة ثلاثية تضم بوتين وزيلينسكي إذا “سارت الأمور على ما يرام” الاثنين.