الإمارات ترسل وفدًا رفيعًا إلى الصومال بعد ساعات من زيارة استخباراتية سودانية

في تطور دبلوماسي لافت، أوفدت دولة الإمارات العربية المتحدة وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ شخبوط بن نهيان إلى العاصمة الصومالية مقديشو، وذلك بعد ساعات قليلة من مغادرة وفد سوداني رفيع المستوى ضم مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الفريق ركن محمد علي صبير. وتأتي هذه التحركات المتزامنة في سياق حراك سياسي وأمني متسارع تشهده المنطقة، وسط اهتمام متزايد بدور الصومال في المحافل الدولية.

الرئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود استقبل ذاته رسالتين رسميتين، الأولى من رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والثانية من رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان. وتضمنت الرسالتان تأكيداً على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية، في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة.

ويرى مراقبون أن توقيت هذه الزيارات يحمل دلالات استراتيجية، خاصة أن الصومال يشغل حالياً مقعداً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، ممثلاً عن المجموعة العربية والأفريقية. ويكتسب هذا الدور أهمية إضافية في ظل تصاعد النقاشات داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأزمة الإنسانية والنزاع العسكري الدائر في السودان بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع، وهي القضية التي تتصدر أجندة المجتمع الدولي في المرحلة الراهنة.

وكانت الحكومة السودانية قد وجهت في وقت سابق اتهامات مباشرة إلى دولة الإمارات، متهمة إياها بتقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع، الأمر الذي ساهم في تأجيج الصراع الداخلي. وفي هذا السياق، حملت الرسالة التي نقلها الفريق أول مفضل من رئيس مجلس السيادة إلى الرئيس الصومالي دعوة واضحة لتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين، مع التركيز على مواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي.

الزيارة السودانية إلى مقديشو جاءت في إطار سعي البلدين لتطوير علاقاتهما الاستراتيجية، حيث يشتركان في عدد من الملفات الأمنية الحساسة التي تتطلب تنسيقاً وثيقاً. وخلال اللقاءات الرسمية، عبّر الرئيس حسن شيخ محمود عن تقديره للعلاقات التاريخية التي تربط بلاده بالسودان، مشيراً إلى تطلعه لتوسيع مجالات التعاون لتشمل قطاعات متعددة، بما يعزز المصالح المشتركة ويخدم تطلعات الشعبين.

وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية، فقد ناقش الوفد الإماراتي خلال لقائه بالرئيس الصومالي سبل تطوير العلاقات الثنائية، إلى جانب بحث آليات توسيع التعاون في مختلف المجالات، بما يحقق تطلعات البلدين ويعزز الشراكة بينهما.

الوفد السوداني اختتم زيارته إلى مقديشو بعقد سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين الأمنيين في الحكومة الصومالية، حيث تم الاتفاق على خطة عمل مشتركة تشمل تنظيم زيارات متبادلة، وتقديم برامج تدريبية متخصصة، فضلاً عن تعزيز التنسيق في مجال مكافحة الجريمة العابرة للحدود. وتأتي هذه الخطوات في إطار التزام البلدين بتعزيز الأمن الإقليمي وتطوير الشراكة الاستراتيجية بما يتماشى مع التحديات الراهنة في المنطقة.